البارحة حضرت محاضرة بعنوان "أساسيات القضية الفلسطينية " للدكتورة أمل خليفة ، المحاضرة كانت أول محاضرات رابطة شباب القدس في الإسكندرية .
هذه المحاضرة كانت تتحدث عن القدس .. وصفها .. أبوابها .. القدس الشرقية و الغربية ..
الصراحة المحاضرة جائت في وقتها تمامًا لأنه وقبل المحاضرة بيومين وجدت كلامًا يناقض ما أعرفه عن جغرافية القدس و كنت في حالة "لغبطة" جامدة !
و لأنني إن لم أكتب ما أعرفه أو أحكيه لشخص ما فسأنساه بعد يومين و لأن المحاضرة كانت ممتعة للغاية و لأن للمحاضرة جزأين آخرين سيقاموا قريبًا فسألخص معظم ما قيل في المحاضرة هنا .
لنبدأ بصورة لفلسطين
توضح الصوة موقع القدس في فلسطين ، تبعد :
كم من البحر الميت 22
52 كم من البحر المتوسط
250 كم من البحر الأحمر
القدس مدينة مسوّرة أى يحوِّطها سور و السبب في ذلك هو أن تسوير المدن قديمًا كان هو السبيل الوحيد لحماية المدينة خاصة إن كانت المدينة من المدن المرغوب فيها كالقدس .. مثلًا الإسكندرية كانت مدينة مسوّرة .. القاهرة مدينة مسوّرة لكن القدس هى من المدن القليلة التي مازالت مسوّرة حتى الآن ..
عندما كانت تذكر كلمة سور كان يأتي في مخيلتي .. سور ! .. أعني سور كالذي نراه في الحدائق مثلًا عرضه لا يتجاوز 30 سم
لكن سور القدس كان يسير عليه اثنان فى نفس الوقت للحراسة .. و أبواب السور خشبية مغطاة بالحديد و مزدوجة أى أن الداخل من أحد الأبواب يدخل من باب و يخرج من باب آخر ..عرض السور أربعة أمتار كاملة .. لذلك القدس مازالت مدينة مسوّرة لأنه من الصعب أن يتعرض هذا السور للهدم .
لماذا بنوه بهذا العرض ؟ لأن القدس تقع بين قارتين آسيا و أفريقيا .. هذه المنطقة تسمى منطقة الصدع الأكبر و يمر عليها زلزال أو اثنان كل مائة سنة تقريبًا .. سنة 1937 و سنة 1927 كانا آخر زلزالين حدثا في القدس .. إذن فمن الطبيعي عند بناء سور في هذه المنطقة أن يبنى بهذا العرض حتى يحتمل هذه الزلازل .
إذًا أربعة أمتار تكفى لسير اثنين بسهولة .. الحقيقة أنهم كانوا يلفون دائمًا حول السور و لا يتوقفون إلا نصف ساعة فقط .. و هى صلاة الجمعة و لا أعني بكلمة صلاة الجمعة الخطبة و الصلاة بل أعني الصلاة فقط .. نصف ساعة تكفى النزول و الوضوء ثم صلاة الجمعة ثم الصعود مرة أخرى .
فى البداية كانت القدس هى ما داخل السور والمساحة داخل السور كيلومتر مربع أو تحديدًا 0.868 كيلومتر مربع .
قديمًا كانت أبواب السور تفتح نهارًا .. ثم تغلق ليلًا لكى يأمنوا أى عدو .
و مرت الأيام و تكاثر الناس فبنى بعضهم خارج السور في منتصف القرن التاسع عشر .. فكانت هذه مشكلة .. بعضهم يعمل داخل المدينة و يخرج ليلًا لداره فلا يمكن غلق الأبواب ليستطيع الخروج ، فكان الحل هو غلق الأبواب و فتح باب صغير في كل باب يكفي لمرور شخص واحد فقط يسمى خوخة فإذا أراد أحدهم أن يدخل المدينة أو يخرج منها لأمر ما .. استطاع ذلك .
.......
و في سنة 1948 وصلت مساحة القدس إلى 20 كيلومتر مربع
سنة 48 استولى الصهاينة على الجزء الغربي من القدس .. و سنة 67 استولوا على الجزء الشرقي .
إذن القدس القديمة أو القدس الشرقية هى داخل الأسوار و يقع بها المسجد الأقصى .. و القدس الغربية هى خارج السور
مساحة القدس كلها حاليًا 123 كيلومتر مربع .
الصورة الأولى هى صورة القدس القديمة و الثانية هو صورة أبواب القدس، يظهر في الصورة السور يحيط المدينة كلها و داخل المدينة يظهر مسجد الأقصى و يظهر سور الأقصى مشتركًا مع سور المدينة في ضلعين ( المسجد الأقصى هو كل المساحة داخل السور
من أكثر الأشياء التى كانت تختلط علىّ و تجعل الأمر صعبًا هو أبواب المدينة و أبواب الأقصى .. القدس لها أبواب غير أبواب الأقصى و يشتركان معًا في خمسة أبواب مبيّن على الصورة أربعة فقط .. و الأقصى له عشرة أبواب أخرى غير موضحة في الصورة الثانية .
الجزء الذي تحدثنا فيه عن أبواب القدس و وصفها و تاريخها كان أجمل ما في المحاضرة بعده أحسست بحنين كبير للقدس .. هناك اختلاف تام بين إنك تبقى عارف إن ديه بلدك و حقك و بين إنك تعرف جغرافيتها و ترى شكل الأبواب بعينيك ..
أسماء الأبواب ----> سندور حول الخريطة بعكس عقارب الساعة :
ثلاث أبواب شمالية
باب الساهرة
باب العمود
الباب الجديد
باب عند الغرب
باب الخليل
بابان في الجنوب
باب النبي داود
باب المغاربة
الأبواب المشتركة -- الأبواب المغلقة
الباب المزدوج
الباب الثلاثي
هناك الباب المفرد .. لكنه قلّما يُذكر لأنه غير ظاهر تقريبًا و سنعرف لم بعد قليل و هو غير موضَّح على الخريطة
باب الرحمة و التوبة
باب الجنائز
باب عند الشرق
باب الأسباط
سأضع صور الأبواب و لماذا سميت بأسمائها هذه في مقال آخر بعد قليل .. قليل تعني ساعة أو اثنين ..
إلى لقاء
No comments:
Post a Comment