Monday 18 October 2010

التصاق


هى تمسك طفلها و زوجها بجانبها يبتسمان .. طفلها الوليد يبكى لكنها سعيدة .. تكاد تدخل في غيوبة بسبب الإرهاق بعد اثنى عشر ساعة في غرفة العمليات لكنها سعيدة .. زوجها يهمس بجانبها .. هى لا تستطيع سماع ما يقول .. لكنها تعرف أنه سعيد ..
الصورة تتلاشى و تحل أمامها صورة طفلها .. أ.. طفليها .. أو هذا ما أخبروها به .. 
هزت رأسها مرة أخرى علّها تعيد الصورة القديمة .. أغمضت عينيها ..كتمت أنفاسها لثانيتين ثم فتحت عينيها مرة أخرى ..و لكن الصورة لم تتغير.
رأسان .. ثلاث أذرع و ثلاثة أرجل.. ما هذا الذي أنجبته ؟ .. طفل مشوه كما ذكر الصحفيون منذ قليل .. طفلها .. طفل مشوه
ملايين النساء تنجبن أطفالًا طبيعين كل يوم و يأتى دورها هى و تنجب توأمًا ملتصقًا .. أو طفل مشوه .. أو طفلان .. اثنان ..
كيف أنجبته ؟ .. منهج الصف الثالث الإعدادي .. ما كان السبب ؟ .. بويضة ملقحة لم تنفصل جيدًا .. هل كان يمكن تجنب ذلك إن عرفت أن هذا سيحدث ؟
الأطباء يتحدثون عن الفصل لاحقًا .. تعتصر مخها لتتذكر عمليات الفصل التي سمعت عنها .. هل نجا الطفلان بعد العملية ؟
ربما يمكننا أن ننقذ واحدًا فقط و نترك الآخر ؟ .. هل هذا ممكن ؟ .. هل يمكن أن تتخلى عن أحدهما لتنال الآخر ؟
لم تحمل طفلها حتى الآن .. و .. لماذا تصر أنه واحد .. إنهما اثنان ملتصقان .. لماذا ترى أمر الالتصاق غريبًا الآن .. سمعت عنه كثيرًا قبلًا لكنها لم تستغربه إلا الآن .. 
واصلت مسح الطفل بعينيها من قمته إلى أخمصه .. رأسان .. ثلاث أذرع .. و ثلاثة أرجل .. هل سيعيش ؟ .. ربما يعيش .. يعيشان هكذا بدون فصل 
ركزت نظرها على رأس كل منهما .. أربع عيون صغيرة مغلقة ...فم مغلق و فم يتثائب .. أنفان صغيران يشبهان أنف والدهما .. و فم يشبه فمها ..
همست لزوجها و أشارت نحو الطفلين ..
بسملت و هى تتناولهما من يد زوجها و ابتسمت .. و شيئًا فشيئًا وجدت الصورة الأولى تعود مع بعض الاختلافات ..
---------------------
كتبتها بعدما قرأت هذه :
حاولت تخيل كيف تشعر الأم .. بالتأكيد لم أوفق إلى درجة كبيرة في الوصف ﻷنها ليست مشاعري و  لم أشاهد أحدًا يتعرض للتجربة .. سواء كانت حالة ولادة طبيعية أو ولادة توأم ملتصق ..
ستعاني والدتهما بالتأكيد .. لكن الله لا يبتلي شخصَا بشئ إلا و هذا الشخص قادر على تحمله ..أتمنى لها التوفيق و كان الله في عونها ..
كانت فرصة للقراءة عن الأمر أيضًا :