Saturday 28 August 2010

مواجهة ..

أحسست بكراهيتي نحوه تزداد مع تلاحق أنفاسي .. و أنا أري صورتي في عينيه الباردتين ..أحسست بضعفي أمامه فبينما هو هادئ بارد أكاد أنفجر أنا من الغيظ ..
أحسست بغضب عارم يجذبني من عالمي إلى عوالم أخرى أمزق فيها شرايين عنقه .. أتخلص منه إلى الأبد ..
أحسست بمرارة الفشل في محاولات عدة لأبدو هادئة مثله ..
كيف هو هادئ هكذا و أنا أدرك تمامًا ما يشعر به .. كيف يحافظ على نظرة اللامبالاة في عينيه و أنا أعرف أن وراء عينيه الكثير من الغضب .. كيف أعيش أنا و هو معًا و يكون هو بهذا الهدوء و أنا بهذه العصبية
..
- هل فرغتِ من الصراخ ؟

عندما قالها لاحظت أنني و للمرة الأولى منذ خمس دقائق صامتة .. أحسست بطعم دموعي المالح في فمي .. و بثقل الدموع الجافة على خديّ ... شعرت بخواء كبير داخلي و بحنجرتي تؤلمني من الصراخ ..
و عندما حاولت الحديث خرج صوتي مبحوحًا ..
- و أنت هل فرغت من ادعائك أنك لا تبالي ؟

- عصبيتك و حساسيتك الزائدة ليسا من مشاكلي الشخصية حتى أبالي 

- أنت تدرك جيدًا أنها من مشاكلك ﻷنني أنا و أنت نعيش معًا و هذا واقع لن يتغير 

ابتسم .. ابتسامة صغيرة بزاوية فمه .. ابتسامة سخرية على فدر ما تجعلني أكرهه تجعله جذابًا في نظري ..

خطوات حذائه يتردد صداها في الحجرة ينافسها صوت أفكاره في عقلي .. هو يفكر .. بعمق .. كما يبدو من ملامحه .. سيجد حلًا .. سيجد حلًا هذا ما أعرفه  عنه

لم أستطع أن أصبر ..

-فيم تفكر ؟

- في حل .. أفكر في حل يرضيني و يرضيك ..أفكر في حل وسط

- ما تريده هو الضد تمامًا لما أريد .. ليس هناك وسط هنا

يبتسم مرة ثانية و يصمت .. ابتسامة تشعرني بجهلي التام أمامه .. "ابتسامة تقول أنتِ لا تعرفين شيئًا اصمتي و أفسحي لي مجالًا للتفكير .. ابتسامة تضاف إلى تل الكراهية الذي تصاعد في قلبي نحوه ..


أنفاسي تتلاحق و معها يزداد غضبي .. صوت تسارع دقات قلبي يعلو في أذني .. العرق يغمر جبهتي و أكاد أشعر بالدم يصعد بسرعة نحو رأسي .. و هو مازال هادئًا يفكر .. أفتح قبضتي ببطئ .. و تقع عيني على اللعبة الفخارية التي اشتراها .. أمسكها و أتحسسها بيدي ..أرفعها عاليًا و ألقيها نحوه بقوة 

أراه أمامي يتحطم ..

أشعر بالراحة و أنا أراقب بقايا وجهه المتكون في المرآة أمامي
..

Monday 9 August 2010

Software Freedom Day - يوم البرمجيات الحرة






اعتدت كتابة بعض الأبحاث للمدرسة على  Office Word  و كنت أذهب لأى مركز طباعة و أقوم بطباعة ما كتبته هناك .

و بعد تنزيل ويندوز جديد و تغيير البرامج و عمل "عمرة" في الجهاز .. كتبت  أحد الأبحاث المعتادة و ذهبت إلى مركز طباعة كنت أتردد عليه منذ زمن لأجد أن ملف الـ word  لا يٌقرأ هناك .. مرت محاولات عديدة لحل هذه المشكلة لكني لم أجد الحل .. ثم خمنت أن نسخة الـ office  بها مشكلة .. لذلك كان أول شئ فعلته عند رجوعي للمنزل هو مسحها تمامًا ..

و قضيت أيامًا سوداء أحاول تحميل  Microsoft office    و أبحث عن نسخة  على الانترنت .. ثم أجد أنها لا تعمل .. و أبحث عن product key   ثم أخيرًا وجدت نسخة جيدة و لكنها توقفت عن العمل بعد ثلاثة أيام لسبب لا أعرفه !

ثم بحثت عند الجيران و عند الأصحاب و عند كل من أعرفه و بعد فترة طويلة وجدت نسخة جيدة  و باركها الجهاز بأن تم الـ setup  على خير ..
....




Sunday 8 August 2010

بيت المقدس -3





باب الخليل
بوابة يافا


الباب يشبه حرف L
  
 أى أن السور يستمر مستقيمًا  ثم تجد به كسرة و فتحة الباب في هذه الكسرة .. أى أن فتحة الباب عمودية على السور .. ( يعني لو دخلت منه هتمشي في طريق و بعدين تحود تمشي في طريق تاني و تلاقي الفتحة التانية قدامك ) و السبب لتأمين المدينة من هذه الناحية .. تخيل معي أن جيشًا أتى ليهجم على المدينة من هذه الناحية .. إذا كان الباب عند كسرة في السور .. فسيضطر الجيش كله إنه يغير طريقه ليدخل من الكسرة ثم يضطر مرة أخرى لتغيير طريقه داخل الفتحة .. تقريبًا خلاص ماتوا يعني !.
....

Friday 6 August 2010

بيت المقدس -2

ساعة في العربية تستخدم لوصف مدة غير محددة من الزمن أيضًا :D
عذرًا لأني لم ألتزم بالساعة .
باب الساهرة " فإذا هم بالساهرة " ..ا
باب هيرودس - باب الزهور - باب الغنم





الصورة الأولى توضح مكانه على خريطة القدس ، الباب له تسمية أخرى سماه الصليبيون باب هيرودس .. و هيرودس هذا هو حاكم القدس وقت ميلاد المسيح ..
....

Thursday 5 August 2010

بيت المقدس -1

البارحة حضرت محاضرة بعنوان "أساسيات القضية الفلسطينية " للدكتورة أمل خليفة ، المحاضرة كانت أول محاضرات رابطة شباب القدس في الإسكندرية .
هذه المحاضرة كانت تتحدث عن القدس .. وصفها .. أبوابها .. القدس الشرقية و الغربية ..
الصراحة المحاضرة جائت في وقتها تمامًا لأنه وقبل المحاضرة بيومين وجدت كلامًا يناقض ما أعرفه عن جغرافية القدس و كنت في حالة "لغبطة" جامدة !
و لأنني إن لم أكتب ما أعرفه أو أحكيه لشخص ما فسأنساه بعد يومين و لأن المحاضرة كانت ممتعة للغاية و لأن للمحاضرة جزأين آخرين سيقاموا قريبًا فسألخص معظم ما قيل في المحاضرة هنا .
لنبدأ بصورة لفلسطين 
توضح الصوة موقع القدس في فلسطين ، تبعد :
كم من البحر الميت 22
52 كم من البحر المتوسط
250 كم من البحر الأحمر

القدس مدينة مسوّرة أى يحوِّطها سور و السبب في ذلك هو أن تسوير المدن قديمًا كان هو السبيل الوحيد لحماية المدينة خاصة إن كانت المدينة  من المدن المرغوب فيها كالقدس .. مثلًا الإسكندرية كانت مدينة مسوّرة .. القاهرة مدينة مسوّرة لكن القدس هى من المدن القليلة التي مازالت مسوّرة حتى الآن ..

عندما كانت تذكر كلمة سور كان يأتي في مخيلتي .. سور ! .. أعني سور كالذي نراه  في الحدائق مثلًا عرضه لا يتجاوز 30 سم
لكن سور القدس كان يسير عليه اثنان فى نفس الوقت للحراسة .. و أبواب السور خشبية مغطاة بالحديد و مزدوجة أى أن الداخل من أحد الأبواب يدخل من باب و يخرج من باب آخر  ..عرض السور أربعة أمتار كاملة .. لذلك القدس مازالت مدينة مسوّرة لأنه من الصعب أن يتعرض هذا السور للهدم .

لماذا بنوه بهذا العرض ؟ لأن القدس تقع بين قارتين آسيا و أفريقيا .. هذه المنطقة تسمى منطقة الصدع الأكبر و يمر عليها زلزال أو اثنان كل مائة سنة تقريبًا .. سنة 1937 و سنة 1927 كانا آخر زلزالين حدثا في القدس .. إذن فمن الطبيعي عند بناء سور في هذه المنطقة أن يبنى بهذا العرض حتى يحتمل هذه الزلازل .

إذًا أربعة أمتار تكفى لسير اثنين بسهولة .. الحقيقة أنهم كانوا يلفون دائمًا حول السور و لا يتوقفون إلا نصف ساعة فقط .. و هى صلاة الجمعة و لا أعني بكلمة صلاة الجمعة الخطبة و الصلاة بل أعني الصلاة فقط .. نصف ساعة تكفى النزول و الوضوء ثم صلاة الجمعة ثم الصعود مرة أخرى .

فى البداية كانت القدس هى ما داخل السور والمساحة داخل السور كيلومتر مربع أو تحديدًا 0.868 كيلومتر مربع .
قديمًا كانت أبواب السور تفتح نهارًا .. ثم تغلق ليلًا لكى يأمنوا أى عدو .

و مرت الأيام و تكاثر الناس  فبنى بعضهم خارج السور في منتصف القرن التاسع عشر .. فكانت هذه مشكلة .. بعضهم يعمل داخل المدينة و يخرج ليلًا لداره فلا يمكن غلق الأبواب ليستطيع الخروج ، فكان الحل هو غلق الأبواب و فتح باب صغير في كل باب يكفي لمرور شخص واحد فقط يسمى خوخة فإذا أراد أحدهم أن يدخل المدينة أو يخرج منها لأمر ما .. استطاع ذلك .
.......