Saturday 5 June 2010

خواطر


كتبتها منذ فترة - أظن منذ سنتين و نصف السنة 
لكن ما أشعر به الآن يماثل ما كنت أشعر به وقت كتابتها ..
---------
كان يحب المكوث وحيدًا يتأمل ..يفكر في أحواله..في دنياه..
كره أن يرافقه أحد .. كره أى متطفل يقابله صدفة فيعرض عليه أن يسير معه في طريقه .. تمنى لو يستطيع أن ينسل منه ببطئ..لا ..حتى و إن كان بسرعة ..تمنى لو يستطيع جرح مشاعره و يخبره بأنه يريد السير وحيدًا .
تمنى لو قضى كل لحظة فراغ وحيدًا ...تمنى لو يستطيع التخلي عن الابتسامة التى يفتعلها كلما رأى شخصًا يعرفه .
أصابه الاكتئاب ، هو لا يعرف لماذا الاكتئاب ؟ و يصر على أن يعيش اكتئابه حتى آخر لحظة فيظل وحيدًا ..هناك لذة ما في الحزن لا يستشعرها الآخرون !



كانوا يسألونه عما به ..كان يرد و ابتسامة وهنة على شفتيه أن لا شئ ..
كانوا يكررون السؤال كلما رأوه و تنطلق عبارات من نوع " ما بك هذه الأيام ؟ " ، " أنت متغير ..ماذا حدث لك ؟ " ، " أتصادفك مشاكل في عملك ؟ "..
و هو لا يريد البوح بأنه يمقتهم..داخله إعصار يريد أن يتدافع خارجه ليقول :
اتركوني وحيدًا...!!!
و حينما سأم الناس السؤال و سأم هو ترديد نفس الإجابة استنتجوا بعبقرية أنه متغير المزاج ، لم يحاول أحد سؤاله مرة أخرى..
أحس بالهدوء في حياته ..اختفت كل مشاكله لفترة و أحس بالراحة..
ثم اختنق في ضباب وحدته..كان يبكي أمامهم فلا يعبأ له أحد..لم يتعود على البوح لأحد لكنه احتاج الآن لمن يحدثه ..انتظر أن يتحايل عليه أحدهم كما كانوا يفعلون لكنهم تركوه..
أدرك أن السواد الذي كان يراه كان داخل نفسه و ليس منهم ..عرف أنه هو بنفسه كان يخلق همّه..
تركوه ..فاشتاق إليهم..
--------
في الترام كالعادة..
دائمًا ما أتحدث عن الترام ! ..هو ليس تكنولوجيا القرن..ستسير الحياة بدونه ..بـ( المايكروباص ربما ! )
لكن..لا أتخيل الحياة بدون ترام ! ..وسيلة مواصلات بطيئة ربما..مزدحم غالبًا و لا يطاق في أوقات الذروة..لكنه يشعرك بالراحة..
تجلس بين وجوه كثيرة في نفس العربة ..تجد أحدها مميزًا..تتابع حركاته بعينيك..لا يشعر هو أنه أصبح كـ( مسلسل التلفاز ) بالنسبة إليك..إن كنت من معتادي ركوب الترام ستراه ثانية..لن يدرك هو أنك تعرفه ..تتكرر الأيام و تراه كل يوم ..تتابع تغيّر ملابسه..تعقد معه صداقة من طرفك أنت وحدك..تسمعه يتحدث في هاتفه المحمول..تشعر أنه يحدثك أنت..تمنع نفسك من الذهاب لمصافحته على أنك أعز أصدقائه..ينظر إليك نظرة عابرة فتبتسم له في رقة..فيحوّل عيناه عنك و ينظر إلى النافذة !
هل هناك من يحفظ وجهك و يتابعك أيضًا ؟!

-------

(( اشتري مني حاجة لله..ساعديني و النبي ربنا ينجحك..))
تردد نفس العبارات التى حفظتها عن ظهر قلب ..و عبارات أخرى تأتى من " وحى اللحظة " !
غريب هو كعمل.. تنتقل من كل مقطورة ترام تبيع المناديل و تلقي بعبوة أمام كل راكب ثم تعود ثانية بعد أن تعطي كل راكب عبوة كنوع من الإلزام بالشراء ربما ..
جائت أمامي و أعطتني عبوة ثم سارت لتلّف على باقي ركاب المقطورة ..
تخترق أذني الكثير من كلمة ( و النبي ! )
ألمحها تعود مرة أخرى ..أنا أحتاج المناديل على أية حال ..أمد لها النقود ثم أمسك يدها و أحاول الابتسام على قدر الإمكان :
- حاجة.." من حلف بغير الله فقد أشرك"..مش لازم كلمة و النبي ..
قالتها بخضوع :
- حاضر..
يا إلهي ..كدت أقبل يدها معتذرة..لم أجبرها..فقط نصحتها..و هى في (مهنتها) تلك تعلّمت أن تخضع كقطة مع المشتري..

في يوم آخر :
نفس السيدة فى عربة أخرى و لكن مع علبة من البونبون بدلًا من المناديل ..أرهف سمعي لما تقول :
- ساعديني ربنا يساعدك..حلى بوئك بحاجة ..(( و النبي )) ساعديني
حسنًا..لقد قالتها مرة واحدة طيلة وجودها في العربة..ربما هى مازالت في طور التعوّد !


1 comment:

  1. :D
    روحي ذاكري يا أماني، ما تبقيش زي أختك كدة
    :P
    بس ما شاء الله، القصة الأولى بتاعت الشخص الحزين دي عجبتني أوييييييي حسيت إنك بتتكلمي عني
    " تمنى لو يستطيع التخلي عن الابتسامة التى يفتعلها كلما رأى شخصًا يعرفه"
    وكمان
    " كره أى متطفل يقابله صدفة فيعرض عليه أن يسير معه في طريقه "
    دة أنا أويييييي
    وبالنسبة للترام، آخر مرة ركبته تقريبا كان معاك الصيف اللي فات واحنا رايحين النادي
    :D
    دة يتركب لو الواحد عنده وقت زيادة ومش عارف يوديه فين أو واحد نفسه حد يستفزه، أصل الناس كلها هناك بتقعد تبحلق كإنك مخلوق غريب
    ليه كل ما تحطي حاجة تقولي انك كاتباها من زمان ؟؟؟ فين كتاباتك الحديثة ؟؟؟ يللا، عاوزين حاجة جديدة كدة من أماني اللي في ثالثة كمبيوتر
    (أصلي بقيت رابعة الحمد لله )
    :D
    إلى الأمام دائما

    ReplyDelete