خالد محمد سعيد : تعذيب في الإسكندرية حتى الموت

مساء الأربعاء لمحت عيني صورة بشعة لبقايا وجه شاب في صفحة الدكتور أيمن نور .. لم يكن الدكتور أيمن قد كتب عنها أى شئ ..فقط صورة شاب اسمه خالد محمد سعيد قبل و بعد التعذيب .. مع وعد من الدكتور بقراءة التفاصيل يوم الجمعة في شباك نور .

قال أحد الأشخاص معلقًا على الصورة أنه من المؤكد أن صاحب الصورة من شهداء غزة الأبرار .. لأن هذه بالتأكيد من أفعال اليهود 

بعد فترة وجدت أحدهم يدعى معرفته بأخو الشاب في الصورة .. و أنه قد تم تعذيبه في أحد مقاهي الانترنت  في كليوبترا بسبب اعتراضه على تفتيش أحد المخبرين له .. و سؤاله " هو إحنا بنتفتش ليه ؟ "

في كليوبترا ..فى الإسكندرية .. في مقهى انترنت ..مكان عادي ..مكان أعرفه ..مكان ذهبت إليه مرارًا .. في كليوبترا في الإسكندرية ..في الإسكندرية التي أسكن فيها ..

حتى الآن لم يكن الخبر مؤكدًا .. و كنت أتمنى من داخلي ألا يكون صحيحًا .. الصور بشعة .. بشعة بطريقة لا تصدق .. الوجه يختلف تمامًا عن وجهه قبل التعذيب .. و ذراعه تظهر عليها علامات أعقاب السجائر مما يظهر أنه عُذِّب فعلًا .. الصور ليست نتيجة حادثة أو ما إلى ذلك ..

ظللت أتمنى أن يكون تعليق الشاب خاطئا و ربما يكون ضحية أى شئ آخر .. شئ كـ.. لا أعرف .. أى شئ آخر غير ما حدث..

وجدت نفسي أبحث في عن وقائع التعذيب في الإسكندرية .. و عن عقاب هذه الجرائم ..

لدهشتي .. معظم منفذي الجرائم ..طلعوا براءة !!

الدهشة الكبرى كانت ..
لعقوبة التعذيب من الأصل َ!

في قانون العقوبات المادة 129 كانت تنص على :

كل موظف أو مستخدم عمومي وكل شخص مكلف بخدمة عمومية استعمل القسوة مع الناس اعتمادا على وظيفته بحيث انه اخل بشرفهم أو احدث إيلاماً بأبدانهم يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه . 

بعدها عُدلت إلى :

كل موظف أو مستخدم عمومي وكل شخص مكلف بخدمة عمومية استعمل القسوة مع الناس اعتماداً على وظيفته بحيث أن أخل بشرفه أو عامله معاملة حاطة بالكرامة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة.

الحبس مدة لا تقل عن سنة !! عفوًا هل هذه هى عقوبة "إنسان " أمر بتعذيب آخر بدنيًا حتى الموت

تعديل :

أعتذر ، لكن بعد البحث يتضح أنه في قانون العقوبات المادة 126 
كل موظف أو مستخدم عمومي أمر بتعذيب متهم أو فعل ذلك بنفسه لحملة على الاعتراف يعاقب بالأشغال الشاقة أو السجن من 
 ثلاث سنوات إلى عشر سنوات . وإذا مات المجني عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل عمدًا


لكن لا يزال حسبما قرأت معظم حالات التعذيب كان الحكم لها هو البراءة .

http://tortureinegypt.net/taxonomy/term/785

في الرابط المذكور أعلاه  بعض الضباط .. يتشارك جميعهم في حكم البراءة .. هذا في قسم الرمل فقط و القائمة طويلة يمكنك تصفح الموقع

 ..

المرة الاولى التي قرأت فيها عن التعذيب كان في رواية شيكاغو لعلاء الأسواني .. أتذكر أنها سببت لي اكتئابًا لفترة طويلة .. ثم لأهرب مما قرأت قررت الاعتراف لنفسي بأن هذا مجرد كلام روايات ..و هذا لا يحدث في مصر .. و من المستحيل أن يكون هناك "إنسان " مصري "مسلم " أو "مسيحي " و يفعل هذا في مواطن مصري آخر ..

هل تتذكر التعليق على الصور السابقة .. أنها بالتأكيد أفعال اليهود .. الرد على التعليق أن اليهود لا يفعلون هذه الأفعال لضحاياهم .. هذا خطأ .. اليهود يفعلون مثل هذا .. لكنهم يهود !!

اليوم وجدت أن دكتور أيمن نور نشر الواقعة كاملة و أن ما ذكره التعليق السابق كان صحيحًا 

المقال

الصور

الصور بشعة .. و لن أحذرك من رؤيتها .. لأنك يجب أن تراها .. لأنك يجب أن تغضب .. و إن لم يكن غضبك للظلم  الواقع على خالد رحمه الله فليكن غضبك خوفًا أن يحدث لك أو لمن تعرفه مثلما حدث له ..

خالد من الأسكندرية .. غالبًا أنت تعيش فيها أو زرتها قبلًا.. كم مرة ذهبت إلى مقهى انترنت ليلًا ؟؟ .. كم مرة مررت على منطقة كليوبترا ؟؟

الفرق الوحيد بين خالد و بيني أو بينك هو أن خالد كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ .. لا يوجد أى مانع أن تكون أنت أو أنا أو أخوك أو جارك هو خالد قادم ..

صلاة الغائب على روح الشهيد خالد