Saturday 15 May 2010

في ذكرى النكبة..

اليوم 15 /5 مرّت  اثنان و ستون عامًا  على اغتصاب فلسطين و  من هنا  أقتبس ( بتصرف ) من كتاب دكتورة أمل خليفة ( ماذا حدث في فلسطين ) هذه الكلمات ..
أحضر ورقة و قلمًا و هيا معي لنبدأ ..

-------------------------

قبل أن نتحدث
التقط قلمًا و حاول أن تكتب عشر أسماء لمدن من بلدك الأم..إنها سهلة أليس كذلك ؟
أمعن النظر في الأسماء التي كتبتها ..إنها أسماء تبدو أحيانًا غريبة ..تخيل نفسك لم تسمع عنها من قبل ثم حاول قراءتها ، ستجد أن الأمر لا يخلو من الطرافة ، فعدد من المدن يمكنك قراءته بأكثر من طريقة خاطئة.
لكنها بلادك فكيف لا تعرف مدنها و موانيها..
حاول أن ترسم من الذاكرة خريطة  بلدك الأم ... و حدد جيرانها على الحدود ..
قد لا تكون خريطتك دقيقة لكنها تقريبًا كما رسمتها ..
إنها بلادك و أرضك و تاريخك ..

و الآن سائل نفسك و بصدق :
هل تعتبر فلسطين بلادك و أرضك و تاريخك ؟؟
أم أن اسمها اسرائيل ذات الأغلبية اليهودية و اللغة العبرية ؟؟ 
فإن رأيت أنها بلادك و أرضك و تاريخك فأعد المحاولة التي قمت بها لبلدك الأصلى
حاول أن تكتب إذن عشر أسماء لمدن فلسطينية ، ثم حاول أن ترسم خريطة فلسطين و حدد جيرانها على الحدود..

هل باغتك السؤال ؟؟
و الآن تُري ما هى نتيجة المحاولة ؟؟
بالتأكيد أغلبنا لن يحالفه التوفيق .
فإن كنت لم توَّفق في المحاولة ، فتأكد أنه أمر متوقع .. فهذه الحقائق يُراد لها أن تٌنسى .
و رغم أنه أمر متوقع لكنه بحق أمر عجيب و غريب .. إنها بلادك فكيف لا تعرف مدنها و موانيها .. إنها أرضك فكيف تجهل حدودها .. بل و الأدهى من ذلك أنك تريد استردادها ممن اغتصبها و نسبها لنفسه ..

هل تريد أن تسترد حقك و أنت تجهل هيئته و صفته ؟؟ 
تصور معى رجلًا ملأ الدنيا صراخًا أن سارقًا خبيثًا قد غافله و سرق متاعه ، فإذا ما تجمع الناس حوله و أمسكوا بالسارق سألوه : صف لنا متاعك حتى نستطيع إرجاعه إليك .. هيا .. قل لنا ما الذي أخذه منك فإنه يدعي أن ما يحمله هو متاع له يمتلكه ، و لديه شهود على ذلك .. فارتج عليه القول و لفه الصمت و لم ينطق بحرف !!

هيا .. هيا فالناس قد أوشكوا أن يتركوا السارق بعد أن تعالت الأصوات تستنكر أن يُفترى على الناس من غير بيِّنة .. و يُروع الآمنون بغير مسوغ كافِ ..

لقد صرت أنت الإرهابي الذي يروع الآمنين ، و غدا هو الذي يستعدي عليك الناس !!

إن الأمر - حقيقة - سهل و لا يحتاج سوى إلى رغبة رغبة صادقة في المعرفة .

قد يكون علم الخرائط لا يسوغ لك .. و ليس لك عهد بالنظر  في تفاصيل الهضاب و السهول و أسماء البلدان .. و يصيبك الملل من ذكر ما مضى من أحداث مات أهلها و انطوت صفحتهم ..

لا عليك .. تعال ننظر معًا إلى هذه المجموعة من الشباب الذين يتحدثون في حرارة و حماس عن مباريات كأس العالم أو كأس أوروبا لكرة القدم.

حاول أن تعد معهم اسماء الفرق و اللاعبين - و كلها أسماء أجنبية مستغربة غير مألوفة - و سترى أن ما يحفظونه من الأسماء و المعلومات هو نتاج طبيعي لاهتمامهم بالأمر و انشغالهم به ليس إلا ..
فالذي ينشغل بالشئ و يهتم به لابد .. لابد و أن يتطلع لمعرفة معلومة عنه ..ألم ينشغل ذهنك قبل ذلك و تساءلت كيف أتي الصهاينة إلى بلادنا و أخذوها من بين أيدينا ؟؟

ألا تهتم و تنشغل بأن اليهود تطأ أحذيتهم ساحة بيت من بيوت الله أيَّا كان اسمه ؟
فكيف بالمسجد الأقصى .. الذي صلى إليه النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة الكرام حتى السنة الثانية من الهجرة قبل أن يتوجهوا إلى الكعبة ، و تٌشد إليه الرحال كالمسجد الحرام و المسجد النبوى للصلاة في رحابه تأسيًا بالمصطفى صلى الله عليه و سلم حين صلى فيه بالأنبياء إمامًا ثم عُرج به منه إلى السماء .. 
و خصه الله بالبركة تغشاه و ترفرف حوله ..

ألا تهتم بأن دماء شباب المسلمين تُراق و عظامهم تتكسر ؟؟ و يتوعدنا الحاخامات بأن موعد هدم هذا البنا قد حان ليحل بدلًا منه هيكلهم ليقيموا فيه شعائرهم ..
ألا تريد أن تترجم هذا الانشغال و الاهتمام إلى معرفة و عمل ؟؟

إن يوم الجهاد آت ..آت لا محالة ، ينتظره الصادقون ليكونوا يومها في الصفوف يتطلعون للنصر أو الشهادة ..
لكنهم لا ينتظرونه و هم ناعسين وادعين .. إنهم ينتظرونه و قد أعدوا أنفسهم ..و شحذوا هممهم ..

ينتظرونه بثقة لأنهم يصدقون النبي صلى الله عليه و سلم القائل :
" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر أو الشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي ، فتعال و اقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود "

رواه البخاري و مسلم و اللفظ لمسلم 

أما اليوم .. و حتى يأتي يوم الجهاد المنتظر فميدان الجهاد في ذاكرتنا .. و ذاكرة أمتنا ..لكي لا ننسى ..
و لا تنسى الأجيال الصاعدة ..

و نظل نُلقن الصغار .. حتى الرُضع في أحضان أمهاتهم .. أن لنا أرضًا سليبة اسمها .. فلسطين ..

------------------------------------------------------------------------------

و لنبدأ من هنا :

2 comments:

  1. nice post i liked it
    ربما من العجيب أيضا أن هناك أماكن داخل أوطاننا نحن لا نعرف عنها شيء وهي مسلوبة مننا
    لواء الأسكندرونة السوري وأم الرشراش المصرية وسبتة
    ومليلة المغربيتان وطنب الكبري وطنب
    الصغري وأبو موسي الإماراتية و صنافير وتيران السعوديتان
    بالإضافة لمزارع شبعا والجولان والصحراء المغربية وووو
    هي قضايا نساها بنو قومها فلابد من أن ينسوا الأماكن التي هي فيها الغاية كبري.
    أصبح الأرتباط بأوطاننا لا يتعدي العيش فيه فقط للأسف.

    ReplyDelete
  2. جزاك الله خيرا أماني على هذا النقل الرائع والـأكثر من هام

    يشغل بالي ذلك كثيرا و تزداد حيرتي في اختيار كتاب عن تاريخ الصهاينة و تاريخ فلسطين قبل و بعد احتلالها


    رد الله علينا الأقصى سالما

    ورزقنا فيه صلاةً قبل الممات

    ReplyDelete