منذ فترة أرسل لي أحدهم ليخبرني أن بعض من المقالات التي نشرتها
"Made his day "
الأمر الذي - حرفيًا - جعلني أطير من الفرحة . . لم أتخيل في يوم من الأيام أنني سـ " أصنع يوم أحدهم " .
و من الواضح أن المقالات الأخيرة التي نشرتها لم تصنع يوم أحد .. ربما العكس ..
فمبدئيًا .. أنا أعتذر إن كان مقالي سيتسبب في رفع ضغطك ، لكن الظاهر من الأمر أن مدونتي صار هدفها رفع الضغط في الآونة الأخيرة
و ذلك انعكاس لضغط صاحبة المدونة الذي ارتفع كثيرًا هذه الأيام .. و انعكاس للواقع الذي تعيشه/ أعيشه / نعيشه هذه الأيام ..
لنبدأ بفيديو
يرى السيد العربي المسلم - لاحظ أني لم أذكر الجنسية و لا أود لفت نظر لهذه النقطة هناك مصريين يؤمنون بنفس الفكرة- يرى السيد العربي المسلم أن فلسطين حق مشترك بين اليهود و العرب .. ثم يلفت النظر أنها أصلًا دولة نصرانية و يذكر أن منشأ بني إسرائيل من مصر لكنهم هاجروا لفلسطين .. ثم يتوصل بعدها للاستنتاج الخطير .. أن اليهود أحق بفلسطين !
لسيدنا إبراهيم ولدان سيدنا إسماعيل و سيدنا إسحاق و لإسماعيل اثنى عشر ذكرًا و لإسحاق ابن هو سيدنا يعقوب و الذي بدوره له اثنا عشرة ذكرًا
من الأفضل أن نرسم مخططًا بسيطًا .. ها هو :
لٌقب سيدنا يعقوب بعدها بـ إسرا - إيل و هى تعني عبد - الله و إليه يٌنسب بنو إسرائيل ..
بعد نجاة سيدنا إبراهيم من إحراق قومه له هاجر إلى أرض كنعان ( فلسطين ) و استقر فيها و سماه الكنعانيون بالعبراني و سُميت لهجتهم بالعبرية أو العبرانية ..
ننتقل إلى سيدنا يعقوب و الذي هاجر إلى مصر بدعوة ابنه سيدنا يوسف .. ثم عاش بنو إسرائيل في مصر و كانوا مقسمين إلى إثني عشر سبطًا ( بعدد أبناء يعقوب ) .. و كان زعيمهم هو يهوذا و قد صار كذلك لأن أباه يعقوب كان قد قدمه عليهم فصار سبطه مقدمًا على باقي الأسباط و إليه انتسب بنو إسرائيل بعدها فصاروا يهودًا .
في هذه الفترة كان يحكم مصر الهكسوس و لم يكونوا أهل مصر الأصليين ثم حاربهم المصريين بقيادة أحمس و طردوهم من مصر.. و عاد الفراعنة يحكمون مصر و ظهرت كراهيتهم لبني إسرائيل فقد كانوا يرون أن بني إسرائيل يعينون الهسكوس عليهم .. فاضطهدهم الفراعنة و من ذلك قصة سيدنا موسى و فرعون و كيف قتل فرعون ذكور بني إسرائيل خوفًا من مولد سيدنا موسى ، لكن سيدنا موسى نجا بفضل الله و أرسله الله إلى قومه و حدثت القصة التي نعرفها من مواجهة موسى للسحرة و غيره حتى خرج سيدنا موسى ببني إسرائيل من مصر و حدثت معجزة شق البحر و اتخاذهم العجل و القصة معروفة .
ثم نأتي عندما أمرهم الله بالدخول إلى بيت المقدس فردوا :
" يا موسى إن فيها قومًا جبارين و إنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون "
ثم ردوا على سيدنا موسى بقولهم
" قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها ، فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون "
فكان عقابهم أن يتيهوا في الصحراء ( سيناء ) أربعين عامًا ..
" فال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين "
و خلال أربعين سنة .. مات الجيل الفاسد الذي صنع العجل و عقب برده الصفيق على سيدنا موسى و ربي موسى جيلًا جديدًا بديلًا عن الجيل الذي سبقه ..
بعدها توفى موسى و تولى يوشع بن نون قيادة بني إسرائيل . و دخلوا أرض كنعان و قٌسمت الأرض بين الأسباط و مع أن أهل الأرض و قاطنيها كانوا عربًا ( كنعانيون ) لكنهم كانوا قومًا جبارين وثنيين بينما كان بنو إسرائيل هم وحدهم الموحدين فكانوا أولى بفلسطين في هذا الوقت .
الجزء التالي معظمه من كتاب " فلسطين الأرض المباركة " حاولت تلخيص كل ما يتعلق بموضوعنا هنا :
يقول مناحم بيجن في كتابه ( الثورة ) : " و ذهبت لألقي خطابي إلى الشعب اليهودي فقلت إن دولة إسرائيل قد قامت ، و لكن يجب أن نعلم أن دولتنا لم تتحرر بعد .. إن بلادنا المعطاة لنا من الله هى وحدة لا تتجزأ ، و كل محاولة لتجزئة إسرائيل ليست جريمة فحسب بل هى كفر و خيانة ."
و نسمعهم كثيرًا يرددون عبارات مثل الوعد الإلهى و بأنهم شعب الله المختار في كل مناسبة و في كل موقف .
و الحقيقة أن الإحصاءات الحكومة الإسرائيلية توضح أن 15% - فقط - من الإسرائيلين متدينيين بينما 90% منهم يؤمنون بأن فلسطين هى الأرض التي منحها إياهم الرب .. ذلك الرب الذي لا يؤمنون به من الأصل .
و أصل هذا الاعتقاد هو في التوراة فقد جاء في مواضع كثيرة أن الرب ظهر لإبراهيم و وأعطاه أرض كنعان ، نذكر من هذه المواضع :
- في ذلك اليوم عقد الرب ميثاقًا مع إبرام قائلًا : سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير نهر الفرات
سفر التكوين 15 , 18
من الواضح أن الوعد من الأصل كان لإبراهيم إذا فالوعد يضم أبناء إبراهيم و الذين كما ذكرنا هم إسماعيل و اثنا عشرة من ذريته و إسحاق و يعقوب و أبناء يعقوب الإثنا عشر بل و أيضًا هم يذكرون في التوراة أن سيدنا إبراهيم تزوج بعد سارة و هاجر فأنجب ستة من الذكور و أن يعقوب له أخ آخر يسمى عيسو .
لكن بطريقة ما خرج كل هؤلاء من هذا الوعد ليظل أبناء يعقوب .. بنو إسرائيل فقط .
------
السفارد و الأشكناز :
السفارد :
أغار الكثيرون على أرض كنعان بعدها و نفوا منها اليهود مهنم الآشريون ، البابليون ، ثم جاء الفرس و سمحوا لليهود بالعودة ثم جاء اليونانيون و مات الاسكندر فقسمت الدولة ما بين السلوقيين و البطالمة و كانت فلسطين من نصيب البطالمة ثم أغار السلوقيون على جزء البطالمة ثم حدثت ثورة المكابين و كان المكابيون يتنازعون مع السلوقيين ثم جاء الرومان ثم كانت بعثة المسيح ثم كانت بعثة سيدنا محمد ثم جاء الفرس .. و أصبح اليهود مبعثرين في البلاد فيما يسمى بالشتات .. و كان مركز تجمعهم في الأندلس و تأثروا بالمسلمين و تأثرت عبريتهم بالعربية و هؤلاء هم السفارد أو السفارديم و هم من نسل بني إسرائيل .
الأشكناز :
في القرن الثامن الميلادي اعتنق اليهودية ملك دولة الخزر ، و هى قبائل تركية عاشت في منخفض الفولجا و تبعه شعبه و أصبحت اليهودية هى ديانة الدولة الرسمية .
بعد فترة أغارت روسيا على دولة الخزر و قضت عليها في القرن العاشر و تفرض شعب الدولة اليهود في دول أوروبا و خاصة بولندا و أطلق عليهم الأشكناز أو اشكنازيم بالعبرية
إذن دخل في اليهودية أناس لا هم من نسل إبراهيم و لا هم من نسل يعقوب و لم تطأ قدم أجدادهم ذوو الأصل التركي أرض فلسطين
و دخلوا هم أيضًا في الوعد الإلهي الذي استُثني منه كل ذرية سيدنا إبراهيم عدا بني إسرائيل .
.
من موسوعة المفاهيم و المصطلحات الصهيونية - عبد الوهاب المسيري :
- الأشكناز يشكلون غالبية يهود العالم اليوم 88.1 % من يهود العالم
- جميع مفكري الصهيونية و الدعوة إلى العودة لأرض الميعاد أشكناز
- الهجرة الصهيونية هى هجرة أشكنازية في الأصل
- معظم الزعماء الذين نعرف أسماءهم في المناصب الرئاسية للكيان الإسرائيلي أشكناز
مناحم بيجن --> أشكناز بولندا
جولدا مائير --> أشكناز روسيا
حلييم وايزمان --> أشكناز روسيا
بن جوريون --> أشكناز بولندا
ثم تضمن الوعد بعد ذلك يهود الفلاشا ( يهود أثيوبيا ) الذين لم يعترف اليهود بأنهم منهم أصلًا إلا في عام 1975
تطرح الكاتبة سؤالًا جدليًا
ماذا لو تهوَّد السكان الفلسطينيون اليوم ؟
أيشملهم الوعد وقتها فيصبح لهم الحق في العيش في البلاد ؟
أم أن هذا الوعد الفضفاض الذي اتسع للروسيين و البولنديين و الأثيوبيين و .. و .. ليس فيه متسع لأصحاب الأرض الحقيقيين حتى لو صاروا يهودًا ؟؟
يعني هذا هو ما استطعت تلخيصه .. و أظن أن التاريخ الفلسطيني خاصة يحتاج منك و منى الكثير من البحث و القراءة لأننا لن نستطيع إعادة أرضنا إن لم نكن نعرف عنها شيئًا .
No comments:
Post a Comment