أحسست بكراهيتي نحوه تزداد مع تلاحق أنفاسي .. و أنا أري صورتي في عينيه الباردتين ..أحسست بضعفي أمامه فبينما هو هادئ بارد أكاد أنفجر أنا من الغيظ ..
أحسست بغضب عارم يجذبني من عالمي إلى عوالم أخرى أمزق فيها شرايين عنقه .. أتخلص منه إلى الأبد ..
أحسست بمرارة الفشل في محاولات عدة لأبدو هادئة مثله ..
كيف هو هادئ هكذا و أنا أدرك تمامًا ما يشعر به .. كيف يحافظ على نظرة اللامبالاة في عينيه و أنا أعرف أن وراء عينيه الكثير من الغضب .. كيف أعيش أنا و هو معًا و يكون هو بهذا الهدوء و أنا بهذه العصبية
..
- هل فرغتِ من الصراخ ؟
عندما قالها لاحظت أنني و للمرة الأولى منذ خمس دقائق صامتة .. أحسست بطعم دموعي المالح في فمي .. و بثقل الدموع الجافة على خديّ ... شعرت بخواء كبير داخلي و بحنجرتي تؤلمني من الصراخ ..
و عندما حاولت الحديث خرج صوتي مبحوحًا ..
- و أنت هل فرغت من ادعائك أنك لا تبالي ؟
- عصبيتك و حساسيتك الزائدة ليسا من مشاكلي الشخصية حتى أبالي
- أنت تدرك جيدًا أنها من مشاكلك ﻷنني أنا و أنت نعيش معًا و هذا واقع لن يتغير
ابتسم .. ابتسامة صغيرة بزاوية فمه .. ابتسامة سخرية على فدر ما تجعلني أكرهه تجعله جذابًا في نظري ..
خطوات حذائه يتردد صداها في الحجرة ينافسها صوت أفكاره في عقلي .. هو يفكر .. بعمق .. كما يبدو من ملامحه .. سيجد حلًا .. سيجد حلًا هذا ما أعرفه عنه
لم أستطع أن أصبر ..
-فيم تفكر ؟
- في حل .. أفكر في حل يرضيني و يرضيك ..أفكر في حل وسط
- ما تريده هو الضد تمامًا لما أريد .. ليس هناك وسط هنا
يبتسم مرة ثانية و يصمت .. ابتسامة تشعرني بجهلي التام أمامه .. "ابتسامة تقول أنتِ لا تعرفين شيئًا اصمتي و أفسحي لي مجالًا للتفكير .. ابتسامة تضاف إلى تل الكراهية الذي تصاعد في قلبي نحوه ..
أنفاسي تتلاحق و معها يزداد غضبي .. صوت تسارع دقات قلبي يعلو في أذني .. العرق يغمر جبهتي و أكاد أشعر بالدم يصعد بسرعة نحو رأسي .. و هو مازال هادئًا يفكر .. أفتح قبضتي ببطئ .. و تقع عيني على اللعبة الفخارية التي اشتراها .. أمسكها و أتحسسها بيدي ..أرفعها عاليًا و ألقيها نحوه بقوة
أراه أمامي يتحطم ..
أشعر بالراحة و أنا أراقب بقايا وجهه المتكون في المرآة أمامي
..
..
No comments:
Post a Comment